"جريمة إلا ربع" الرواية الرابعة للكاتب شريف بحيري، من أحدث إصدرات اسكرايب في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
بعد شهور طويلة من الوحدة والتسكع على موائد المطاعم المختلفة وتجربة أكثر من مقهى لتقضية الوقت به منفردا، اخترت أحد الأماكن الهادئة لأقضي بها بعض ساعات الليل الطويل، شعرت بارتياح نفسي في هذا المكان، فجعلت لنفسي مكانا مفضلا أجلس به على غير عادتي، أتناول فنجان القهوة وحيدا، شغلت نفسي لأول مرة بمتابعة المارة بالشارع، هذا يداعب جهاز الهاتف الجوال وهو مبتسم، وآخر يضع السماعة في أذنيه ويعيش بعالمه، وفتاة صغيرة تحاول عبور الطريق بتردد خوفا من السيارات والموتوسيكلات والتوكتوك الذي اختار سائقوه مكانا جانبيا عند مفترق الطرق ليصبح مركزا لتجمعهم، وسيارة تقف فجأة أمام أحد الأشخاص ليسأل قائدها عن عنوان مركز طبي للأشعة الطبية وإجراء التحاليل، ومندوب توصيل للطلبات استدعي عن طريق برنامج مثبت على الهاتف الجوال، ورجل يحمل طفله، تسير خلفه زوجته وتجر خلفها طفلتين أخريين، وثلاث فتيات تزين لم يتجاوزن مرحلة الدراسة الإعدادية يستعجلن الذهاب لمرحلة الشباب، وفتاة مكتملة الحيوية تحاول الاتصال بهاتفها بشخص ما لعلها تطلب والدتها أو تطلب إحدى صديقاتها أو تحاول الوصول لحبيبها تنتظره، وشاب يقود دراجته يتجه عكس ما يقف صاحبه على ناصية الشارع، ويسبه بصوت عال وهو يميل رأسه قليلا للخلف كنوع من الهزل والدعابة بينهما، من المؤكد أن الكل قد سمع ما قاله حتى الآمنين في منازلهم ساكني الأدوار العليا، لم أفهم كيف أصبح تبادل السباب نوعا من الود بين الأصدقاء!
اطلب نسختك من اسكرايب..