![]() |
#صدر_حديثا | عام ونصف في البيت الزجاجي (سيرة ذاتية غير مروية)، تأليف د. عمرو الهلالي، من إصدارات اسكرايب للنشر والتوزيع.
"انتهيت من كتابة مسودة هذا الكتاب في عام 2013 وظل قابعا في أدراج مكتبي عشر سنوات يزعق للخروج للنور والارتباط بأحبار المطبعة التي اشتاقت له تلك السنوات، لكني كلما كنت أسمع أنين حروفه تطالبني بالإفراج عنه كنت أربت على غلافه الذي طاله الصفار وأكلت دابة الأرض حوافه حتى بات ككتاب عتيق وقديم وأصبره بأن الميعاد لم يحن والوقت لم يأذن، فيجيبني بهنات البكاء وانقطاع الرجاء، فأعيد اغلاق جبه العميق ليتردد صداه في بئر يوسف ساعيا لبعض السيارة التي يلتقطونه أملا في النجاة من النسيان، ويرسل لي في أضغاث أحلامي بين الفينة والأخرى من يذكرني به فأستفيق بدون طلب لفتوى الملأ على رؤياي تلك، حتى جاء كما يبدوا الميعاد، ليقفز بين يدي فرحا كعفريت أطلقه سليمان من فانوسه الذي سجن فيه طوال العمر..
عام ونصف مرت كطرفة عين قضيتها في معية الرجل الشهير أتحاور معه، يستمع لي واستمع له، بدأت بالغرفة الزجاجية الأثيرة لديه والقابعة في قلب حديقة منزله والتي كانت تجمع الأحباب والفرقاء على السواء وانتهت هناك أيضا بفراق بطعم اللقاء، ولهؤلاء الشباب الذين خاضوا واحدة من أكثر التجارب السياسية نضجا بعيد ثورة يناير 2011أهدى هذا الكتاب الذي يرصد تجربة أول حملة رئاسية يكونها الشباب في مصر ويخوضون في سبيل إيمانهم بالوطن تجربة حياتية مدهشة، يخطئون فيها ويصيبون كعامة البشر لكنهم في النهاية يتعلمون من أخطائهم متسلحين بذلك الإيمان الذي يدفعهم للأمام، ويشق في غباب طريقهم المصاعب التي واجهوها من الداخل والخارج فترسوا سفينتهم على شاطئ الوطن في النهاية.
وأنا كنت واحدا منهم، بطلا لهذه القصة التي تروى في هذا الكتاب، فجميعنا أبطال في قصصنا المروية، ننظر للعالم من خلال ما تراه أعيننا فقط، وتتمحور العقدة في خيارتنا التي اخترناها للمضي للأمام، فتكون هاهنا زاوية أخرى للحكاية الكبيرة تروى من خلال ما رأيت وخبرت، أحاسيس لم يشعر بها غيري في تلك الرحلة الطويلة المضنية والتي كان فيها الألم أضعاف الابتسام، ولم لا؟، والقصة أرويها بمداد من الذكريات التي لم تفارق جانبي المكلوم لحظة، وتوخذ فراشي عند النوم وأحلامي في المساء، فتمتلئ بملائكة وشياطين يتصارعون عند حافة الكون، ويرسمون تلك القصة التي أرويها على صفحات هذا الكتاب حتى لا تنسى تلك الأيام، ولا يضيع جهد ما عملنا، مؤنسا وحدتي ومدادي أني ما قمت بما قمت إلا من أجل الوطن، حتى لو لامني في ذلك الأخرون، فتمهل وأنت تقلب صفحات هذا الكتاب لأنك تخطوا فوق فؤادي وتقرأ فيما ترى ذكرياتي، فتراني فرحا متفائلا بضع سطور، وعنيدا مصرا على موقفي في بقيتها، فلا تتعجب من هذا الحديث، فتلك أيام اختلط فيها كل شئ، وتغيرت الناس والأماكن، لكنني بقيت على الصراط أسير من أجل مبادئي وما تربيت عليه..
ولتلك الأيام وهؤلاء الشباب أهدى هذا الكتاب، للواقف دائما بجانب الحق والمؤمن بالوطن وأنه يستحق، لذكرى هذه الأيام التي مرت كغمضة عين ومر السحاب، وتقلبت فيها القلوب وبقى الصالحون منا ينادون باسم الوطن حتى الرمق الأخير..".
لاقتناء نسختك راسل اسكرايب عبر رسائل الصفحة الرسمية
أو عبر واتساب: wa.me/201140714600
#اسكرايب #اقرأ #جدد_مكتبتك
