#صدر_حديثا | حيط الرمل، رواية للكاتبة المغربية د. سعيدة الأشهب.. أحدث إصدارات اسكرايب للنشر والتوزيع.

قدمت لها الشاعرة والكاتبة نعيمة مفيد:
احترت في تقديم مؤلف الدكتورة سعيدة الأشهب، فهي غير محتاجة لمثلي كي يقدمها ويبرز صورتها للقراء، فهي لامعة وناصعة البياض بما تتمتع به من الثقافة الواسعة وسمو الأخلاق والتواضع.
بعد كتاباتها في مجال التصوف المغربي، وإصدارها لكتابين: زوايا عبد الله الغزواني والزاوية الريسونية: التاريخ والأدوار وعدة مقالات في مجلات محكمة، سلكت دربا آخر من دروب الكتابة السردية، وذلك بعد التجربة التي راكمتها فأتاحت لها توسيع مجال اختيارها شكلا ومضمونا، جمعت في هذا المتن السردي الذات والمحيط واللغة فدونتها بأحاسيس صادقة ومشاعر شفافة، فانساقت الكتابة مشحونة بالفرح تارة وبالحزن تارة أخرى، وانكسارات وبشارات، دون أن تنسى انتماءها وانفتاحها على قضايا بلدها بأسلوبها السلس والواضح والسهل بدون محسنات ولا استعارات لغوية، غاصت في مخزون الذاكرة، ذلك المخزون الذي ظل عصيا على النسيان، لأنه ترسخ في العقل والوجدان. سردت أحداثا وتناولت مجموعة من المحطات في حياة الساردة، وخاضت في مواضيع ارتبطت بأحداث وطنية كالمسيرة الخضراء والمراحل التي مرت منها من عملية تسجيل المتطوعين إلى انطلاقها وعودتها، والجو الذي خيم على الثكنة العسكرية خاصة والبلد عامة، وحالة الترقب الذي طبعت حياة الجنود وأسرهم، ومتابعة نقل الروبورتاجات والأغاني الوطنية التي تغنت بالحدث والتي لا زالت لها مكانة في قلوب المغاربة إلى يومنا هذا، كما تناولت الحدث الذي ما زال موشوما بالذاكرة، حدث كله معاناة ومآسي عاشه المغاربة المطرودون من الجزائر إثر قرار سلطات الجارة الشرقية وذلك يوم عيد الأضحى عام 1975، قامت الجزائر بترحيل تعسفي وطرد للمغاربة الذين بين عشية وضحاها أصبحوا بدون مأوى ولا ممتلكات ولا تاريخ.. واتخذت كنموذج لهذا الحدث شخصية خالتي منانة الجزائرية التي أجبرت على إعادة عقارب حياتها إلى الصفر، تحدثت عن هذا الجانب من التاريخ الذي ظل مجهولا، لم توله حقه وسائل الإعلام ولا المؤرخون ولا السينمائيون... ولا نجد دراسات جدية باستثناء بعض المبادرات التي تعد على رؤوس الأصابع.
أثناء سفرنا بين ثنايا هذا المتن السردي نتوقف عند مجموعة من العناوين تجسد معاناة المرأة وما تتحمله من أعباء تثقل كاهلها كأشغال البيت وتربية الأبناء وتدبير أمور البيت وميزانيته، وما تتعرض له من هضم لحقوقها ووضعها السيزيفي. جاءت كتاباتها نابضة بالفرح والحزن والحيرة، صاغت هذا التضاد بلغة شفافة وليدة انبثاق تفاعلي مع الفضاء الاجتماعي، فتحولت من ساردة إلى منخرطة في الأحداث اليومية تنفعل بها وتتحدث من داخلها فتحترق بلظاها، فجاءت كل محطات السرد مؤثرة في حياة الساردة.
نقلت الحياة داخل الثكنة العسكرية بكل تفاصيلها وبصور تجسد كل حركة وسكون، بأسلوب يميزه التشويق الذي يشد القارئ ويمنحه متعة القراءة لسلاسة اللغة وصدق العاطفة السردية والذائقة الأدبية الأنيقة. تنوعت الشخوص بين المتعلم والجندي والموظف والعازب والمتزوج والطفل، والخير والشر والخيانة والغدر والزوجة الصالحة المتدينة والزوجة المستهترة، والخيط الرابط بينهم هو الواقع المعيش بين جدران هذه الثكنة، كمال قال زكي مبارك في مؤلفه الأديب:
- "إن الحياة هي كتاب الأديب، فالأدب يجب أن يكون من وحي الحياة، وأنه من الضروري أن تعيش الحياة حتى تكتب آيات الوجود".
أولت الكاتبة جزءا ليس باليسير للأب الكريم والمعطاء وللأم المثالية، حيث إن الأبناء يتصدرون قائمة أولوياتها، وعن جدها واجتهادها لتأمين حياة أسرتها والتوفير للمستقبل، وقد حققت الكثير من أحلامها إن لم تكن كلها بجدها وصبرها لأنها كانت تتحلى بصبر قديسة، كرست حياتها لزوجها وأطفالها متحملة كل المشاق لوحدها، رغم ما يلقى من حجر بين الحين والآخر في بركتها فيعكر صفوها ويتناثر الماء ليبلل محيطها.
رغم تكالب مطارق الأحداث وسكاكين الخيبات، واصلت السير بكل عزيمة وتفان، مثل فاوست مني فاوست بطل غوثه بنصف خسارة حين ربح العالم وخسر ذاته.
كانت قدوة في التدبير فتفجرت من بين يديها ينابيع الخير والبركة.
أترك القارئ يتناول من هذه المائدة الباذخة الشهية وهو ينتشي بحروف ترقص على إيقاع النبض.
لاقتناء نسختك راسل اسكرايب عبر رسائل الصفحة الرسمية
أو عبر واتساب: wa.me/201140714600
وتجد إصدارات اسكرايب في فروع مكتبات أخبار اليوم
اعرف عنها من: shorturl.at/ghjzS