صدر حديثا عن كنوز للنشر والتوزيع - في القاهرة، كتاب «أحمد اسماعيل .. مشير الإعجاز والإنجاز»، سيرة كتبها الأستاذ/ ممدوح دسوقي، وقدم لها اللواء أركان حرب د. إبراهيم شكيب.
بالطبع تنفرد حكايات وبطولات السيرة الذاتية للقادة العسكريين بطابع خاص يميزها عن غيرها من سائر الحكايات الأخرى لأنها تظل محاطة بظروف خاصة تفرض إخفاء الكثير من خباياها وأسرارها أكثر مما يظهر على الساحة، وربما تطمس معالم الحقيقة في كثير من جوانبها، وكتم أسرارها سنوات وسنوات إلى أن تنقشع الغيوم وتتغير الظروف ويصبح في مقدرة البعض كشف الغطاء عنها وإزالة ستائر النسيان عن غموضها في مناخ يسوده الحياد والموضوعية والاطمئنان بعيداً عن أجواء الكتمان.
وإذا كان مر على حرب أكتوبر ۱۹۷۳ - سنوات وسنوات.. إلا أن الكل مازال يسعى وراء معرفة الكثير والكثير عن هذا الانتصار العظيم الذي حول العريمة إلى نصر، واليأس إلى أمل.
وبالطبع أكتوبر له ألاف الأبطال. كل بطل منهم في موقعه له عشرات القصص والبطولات، لكن يظل المشير أحمد اسماعيل، بما أنه كان وزيراً للحربية والقائد العام للقوات المسلحة، هو قائد هؤلاء الأسود والمردة من الأبطال.
في هذا الكتاب نحاول أن نلقي الضوء على المشير أحمد اسماعيل البطل والقائد العسكري، والإنسان، وماذا قدم؟ وكيف خطط ونقد؟ وكيف قاد وانتصر مع ضباطه وجنوده؟، وبمشاركة من القيادة السياسية ومساندة شعب مصر العظيم.
أحمد اسماعيل حامل جينات العسكرية المصرية المجيدة، فهو واحد من القادة الكبار العسكريين المحترفين العظام على مستوى العالم. له تجربة هائلة في تعاملاته مع العدو أكسبته أفضلية في رسم الخطط بكل دقة وتوقع رد فعله كأقرب ما يكون، واثقاً في الله وفي قدراته، وفي جنود مصر البواسل، زاهداً متواضعاً، لم تبهره الأضواء، أو بريق المناصب، ولم يكن له جوقة إعلامية تدعو له كما كان لغيره، أو فصيل سياسي يسانده بالحق أو بغيره... والمشير لم ينكر فضل الآخرين أو يهمش أعمالهم ولم يخضع للإغراءات المادية أو المناصب المدنية.. مسيرته مثيرة ومحفزة.
لم يبخل على وطنه بجهد أو فكر أو عمل، يؤمن بأن العمل الجاد هو المعنى الحقيقي للحياة، لم يكترث للمهاترات ولم يتوقف عند الإساءات.
عاش بالصبر والأخلاق والإيمان والهدوء، والترفع عن الصغائر مع الجميع، لم يدخل طوال حياته العملية في معارك شخصية مع زملائه، وفضل أن تكون علاقته معهم قائمة على المحبة والود والاحترام في إطار انضباط العسكرية التي تحكم الجميع.