صندوق نحاس

صندوق نحاس مليان ورق

random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

أشرقت شمسها فأضاءت عتمة البقالة، كانت تمشي الهوينا، تتصفح الحاجيات وتتغزل فيها، حتى جاءت لتدفع الحساب، كانت تنظر إليه بلهفة، فوقف مشدوها، أخذ منها المال، ثم انصرفت، لكن بعد أن فارقته بدقائق لاحظ نسيانها لبعض المشتريات على طاولة المحاسبة، فركنها على جنب.

مرت ساعة كاملة وإذا بها تطل من جديد، تقترب منه، تنظر يمينا وشمالا دون أن تظفر بما جاءت من أجله، تقف برهة تستذكر، يستغل الموقف لعلها تنطق:

  • هل تبحثين عن شيء مفقود؟
  • نعم. فقد نسيت كيسا مخططا، وضعت فيه بعض الأغراض الخاصة.
  • هل تقصدين هذا؟
  • نعم هو ما أبحث عنه.. شكرا لك يا أخي
  • اسمي محمد نعمان.
  • وأنت؟

تغيرت ألوانها.. انكسف وجهها، كادت أن تدخل في غيبوبة، لكنها تجرأت أخيرا، وقالت بصوت منخفض أشبه بالهمس:

  • ريم الجندي.
  • تشرفنا.

انسلت من بين يديه وكأنها قطعة سكر ذابت في بركة ماء، قام من كرسيه، راحت عيناه تراقب الطريق الذي مشت عليه.

رجع للبيت يومها وهي مستحوذة على كيانه، صار يحدث نفسه أمام المرآة: هل هي الفتاة التي تصلح لصداقتها؟ لكنها فتاة محجبة، وهذا يتعارض مع مبادئي الشيوعية، فكيف أكون علاقة أنا التقدمي بفتاة رجعية محافظة تؤمن بالتراث الديني، لكن لماذا أجعل الدين عائقا، فلتؤمن بما تشاء، هل أنا وصي عليها؟ ماذا لو قدر لي وأحببتها، فهل أستطيع أن أتزوجها كما هي؟ لا أعرف لماذا أفكر في الزواج؟ لي علاقات متعددة تغنيني عن فكرة الزواج. لكن إلى متى سأبقى أعزبا، فالزواج استقرار وراحة بال، هذه المرأة ربما تكون قدري!


عن الكاتب

Hayam Fahim

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

Translate

جميع الحقوق محفوظة

صندوق نحاس