مع انتهاء فاعليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023، وتدشين ثاني مؤلفاتها الورقية المنشورة، كان لنا هذا الحوار مع الكاتبة الشابة خلود أيمن.. حاورها من المنصورة تامر عبد الحليم.
١- ما مؤهلاتك الدراسية ؟
تخرجت من كلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية قسم محاسبة ، جامعة المنصورة عام ٢٠١٦ .
٢- هل لنشأتك في مدينة المنصورة تأثير على كتاباتك؟
لم يكن لمكان السكن أي دور في حبي للكتابة بل هو شغف داخلي يدفعني للتعرف على الحياة بشكل أعمق ويُزيد من إقبالي عليها حينما يُعجَب أحد بأي نص لي وأيضاً فهم الكثير من مكنونات ذاتي من خلال تفريغ تلك الكلمات على الأوراق وهو الأمر الذي يتبعه راحة غير معهودة من قَبْل ، وأحاول دوماً تطوير مَلكاتي من خلال المطالعة والقراءة في شتى المجالات فتزداد قدرتي على السرد بشكل أكثر تميزاً ...
٣- ماذا يتناول كتاب"جرعات تنفس"؟
هو كتاب في التنمية الذاتية يحث على تطوير الذات ومحاولة التكيف مع تقلبات الحياة البديهية حيث يطرح العديد من الموضوعات والتي تبدأ بالعوامل التي تؤدي لنجاح المرء في حياته كالصبر والأمل والموهبة التي دونها لن يصل الإنسان لما يبغى مهما زادت محاولاته فهي كالقارب الذي يودي به للوجهة التي كُتبَت له منذ بدء الخليقة وهي هبة من الله عليه استغلالها بقدر الإمكان كى يُحقِّق ما يصبو إليه ، العديد من المشاعر التي تُحرِّك البشر وتدفعهم إلى الحياة بشكل سوي كالحب والخوف والحزن ، العلاقات الإنسانية ودورها الفعال في حياة الجميع وبخاصة العلاقة القدسية بين الرجل والمرأة التي تعف كل منهما من السقوط في الآثام التي ليس لها أول من آخر ، أساليب النصح السليمة والتي تودي بالمرء لاتخاذ القرار السليم والتي توجهها له المرأة والأسرة على حد سواء دون إجبار أو تسلط أو تخويف ، والعديد من الموضوعات الأخرى التي تنتهي بنا إلى الرضا والقناعة بكل ما نملك فهو منة من الله علينا حمده عليها دون النظر لغيرنا أو مقارنة أحوالنا بهم حتى لا نتبطر وتزول النعم من حياتنا وكأنما تنزاح من طريقنا ، فكل قد أخذ نصيبه أربعة وعشرين قيراطاً دون أي انتقاص ...
٤- لماذا اتجهت إلى الكتابة في التنمية الذاتية ؟
لأنها تُمثِّل تجسيداً للواقع وإسقاطاً على الموضوعات الحياتية التي يمر بها أغلب البشر فهي تُزيد من ثقتهم بأنفسهم وتمنحهم الطاقة والأمل والتفاؤل في الحياة حتى لا يتعثروا وقتما يمرون بأي محطات صعبة عويصة قد يتعرض لها أي شخص ، وتودي بهم لتحقيق طموحاتهم والوصول بآمالهم لعنان السماء دون الاستسلام لأي لحظة ضعف أو إحباط قد يمروا بها ذات يوم ، وهذا ما نحن بحاجة إليه بالفعل تلك الأيام وسط غيوم اليأس التي تحيط بعقول الشباب وتسيطر عليهم وتحوم حولهم من آن لآخر بلا أي داعٍ وقد تجعلهم يقفون محلك سر دون اتخاذ أي خطوات فعلية للأمام وتتحطم حياتهم وتتدمر أحلامهم التي خططوا إليها طيلة حياتهم بدون أي مبرر واضح ...
٥- وماذا يتناول كتاب" على مشارف الحلم"؟
يتعمق في موضوعات اجتماعية بشكل أكبر من جرعات تنفس إذْ نجد في بدايته تحليل للنفس البشرية في محاولة لفهم لِمَ قد يُصاب البعض ببعض الأمراض النفسية فنستنتج أن هذا إنما يرجع للتعرض لبعض النكبات أو المشكلات التي فاقت قدرتهم على التجاوز ولم يتمكنوا من تخطيها بَعْد فأُصيبوا بتلك الأمراض النفسية التي قد تودي بهم لأمراض عضوية مزمنة أيضاً فتضيع حياتهم بفعل تراخيهم وعدم مساعدة أنفسهم على الخروج من تلك الحالات فيلجأون للعلاج النفسي الذي قد لا يعطي التأثير الفعال ولو بأثمن العقاقير الطبية فتلك القرارات إنما تكمن في يد المرء ذاته وإنْ لم يحاول التخطي فلن يساعده أحد مهما بلغت قدراته ، المشكلات الاجتماعية وأهمها مشكلة الفقر التي هي أساس بقية المشكلات التي طرأت على المجتمع وكيف يمكن علاجها بتوفير فرص عمل متكافئة لمَنْ يملُكون نفس المؤهلات وبالتدريج ينصلح حال الجميع إلى أنْ يصلوا لامتلاك مشاريعهم الخاصة ، التعليم ودوره الفعال في تغيير حياة الفرد وكيف يمكن تطويره بالطريقة التي تتناسب مع قدرات واستيعاب فئات الشعب وإلا انحدر حاله أكثر من ذي قَبْل ، الفجوة بين الأجيال وهي مشكلة كارثية متوارثة من آلاف السنين وترجع لعدم وجود تفاهم بين جيل الآباء والأبناء واقتناع الآباء بوجهات نظر الأبناء التي قد تنجح في العديد من المواقف ، فالتجربة والاصطدام بالواقع هو خير دليل على التعلم واكتساب الخبرات ومعرفة الصواب من الخطأ وهذا ما يجعلهم قادرين على اتخاذ قراراتهم المصيرية فيما بَعْد دون تدخل من أحد مهما كانت درجة قربه فلا بد من إعطائهم الفرصة والمساحة الخاصة بهم حتى تتشكل شخصياتهم التي ينخرطون بها في المجتمع بعد ذلك دون أي خوف من أي نتائج قد يصلوا إليها فلقد زادت ثقتهم بأنفسهم بفعل الجرأة المُكتَسبة من تجاربهم السابقة في الحياة وهذا لا يمنع دور الرقابة التي نمارسها معهم ولكن بحدود بحيث لا تُقيِّد حريتهم أو تشعرهم بالريبة أو الضيق الزائد عن الحد فيضطرون لتقليد الآخرين في كل الأخطاء التي يقترفونها دون إخبار أحد ، فقد تؤدي تلك الطريقة لنتائج عكسية إنْ زادت عن الحد المطلوب وهذا يعتمد على طريقة التربية في المقام الأول فلا داعي للترويع في أي مرحلة كانت فالأهم هو صب كل التركيز مع الأبناء دون السعي وراء تجميع الثروات فحسب فهي لا تصنع الأجيال بقدر ما تصنعهم التربية السوية السليمة وبخاصة في مرحلة المراهقة التي يحتاجون فيها إلى والديهم أكثر من أي وقت سابق ، الإنفاق وكيف يتم ومتى يجب تَعلُّمه حتى لا تزداد الأمور تعقيداً حينما يجد المرء نفسه أمامها فجأة دون تمهيد سابق ، وكيفية إخراج حق الله في تلك الأموال التي نجنيها فهذا ما أمرنا الله به حتى تتحقق نظرية التوازن الاجتماعي ولا ينظر أحد لآخر بنظرة حقد أو حسد أو ضجر على حاله وحتى يجد الغني مَنْ يُنقذه وقتما يتعسر به الحال والعديد من الموضوعات المُقتَبسة من أرض الواقع والتي لا يخلو منها أي مجتمع كان ...
٦- هل هناك جوائز تحلمين بها؟
أرغب في الحصول على أي جائزة تقديرية من الدولة سواء على مقال معين له صدى مؤثر أو كتاب من كتابيّ ( جرعات تنفس / على مشارف الحلم ) وأرجو أنْ يتحقق الغرض الذي كُتِبا من أجله ...
٧- ما رسالتك من وراء كتاباتك؟
بث روح الأمل في نفوس الآخرين ، ملء روحهم بالحياة وحب العمل الفعال حتى يؤدي كل منهم دوره المُحتَّم عليه دون تقصير ، محاولة التأثير فيهم بطريقة أو بأخرى ، الشعور بهم ، بآلامهم ، بأحلامهم ، أنْ تلمس كلماتي قلوبهم وتصل لمسامعهم حتى يقفوا بأرجل ثابتة على أرض الواقع محاولين تحقيق تلك الأحلام العريضة التي رسموها بمخيلتهم طوال سنين حياتهم الماضية وكأنهم يُحلِّقون وراءها دون أي قيود أو حدود ، فكل منهم صار متمسكاً بها وكأنه في تحدٍ مع ذاته لحين الوصول لهذا الهدف الذي خُلِق من أجله ، فلا مذاق لحياة بلا غاية يحددها المرء حينما يصل لريعان الشباب ويسعى لتحقيقها بكل ما بوسعه من طاقة وجهد دون توقف أو كلل أو تواطؤ ...
٨- كيف قدمت دار اسكرايب الدعم لك؟
آمنت بحلمي ونشرت لي أول كتاب ورقي بعنوان جرعات تنفس والذي حقق الصدى الذي حلمت به ثم توالى التعاقد معهم في ثاني كتبي ( على مشارف الحلم ) وقد كانوا جزءاً هاماً من النجاح الذي حققه الكتاب الأول ...
٩- هل من الممكن أنْ نراكِ في لون جديد من الكتابة؟
أحاول دوماً أنْ أكتب نصوصاً في مجالات متعددة ، فبين الحين والآخر أكتب قصصاً قصيرة تعبر عن مشهد معين وأسرد فيها كل الأحداث التي تجول بخاطري ، أكتب الخواطر وهي الأقرب لقلبي إذْ كانت البداية لي في عالم الكتابة حينما شرعت بها منذ مراحل الجامعة الأولى وكذلك المقالات وهي اللون المفضل لديّ والتي أحاول التعمق فيها من وقت لآخر وأتمنى أنْ أكون عند حسن ظن الجميع دوما.
حاورها من المنصورة/ تامر عبد الحليم